مواضيع مماثلة
التوقيت المحلي لمدينة الكردي
دخول
المواضيع الأخيرة
» تقسيم المشتركين على خطين انترنت الميكروتيكمن طرف hussain2023 الثلاثاء 25 أبريل - 19:54
» ميدان المجمع الكردي
من طرف محمود الحفني محمد الخميس 17 سبتمبر - 3:23
» طريقة ربط جهازين كميبوتر او اكثر وانشاء شبكه داخليه بينهما في بعض الاحيان تحتاج لعمل شبكه بين جهازين وذلك لنقل الملفات من جهاز الي جهاز اخر
من طرف محمود الحفني محمد الإثنين 24 أغسطس - 3:14
» عرض اليوم 24/8/2015 جهاز اتش بي
من طرف محمود الحفني محمد الإثنين 24 أغسطس - 2:41
» ازمة الانابيب
من طرف محمود الحفني محمد الجمعة 13 مارس - 3:24
» اسكربت دمج 3 خطوط ان تي اتش بريدج nth
من طرف محمود الحفني محمد الثلاثاء 10 مارس - 3:51
» البرنامج العملاق لسحب واستعادة تعريفات الجهاز DriverMax 7.52 بحجم 6 ميجا تحميل مباشر وعلى اكثر من سيرفر .
من طرف محمود الحفني محمد الثلاثاء 10 مارس - 3:27
» إصابة 3 عمال في انفجار تقني بمحطة كهرباء طلخا
من طرف محمود الحفني محمد الإثنين 9 مارس - 2:45
» إصابة 3 عمال في انفجار تقني بمحطة كهرباء طلخا
من طرف محمود الحفني محمد الإثنين 9 مارس - 2:42
» البقاء والدوام لله الحاح / محمود ريحان في زمة الله اللهم ارحمه واغفر له
من طرف محمود الحفني محمد الخميس 5 مارس - 2:01
وثيقة عريقات 2 تفاصيل صفقة ميتشيل مع نيتانياهو
صفحة 1 من اصل 1
وثيقة عريقات 2 تفاصيل صفقة ميتشيل مع نيتانياهو
وثيقة عريقات 2
تفاصيل صفقة ميتشيل مع نيتانياهو
بقلم: د.عبد المنعم سعيد و د. محمد عبدالسلام
تبرز
أهمية الوثيقة التي أعدها الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات
بمنظمة التحرير الفلسطينية,
وتضمنت التفاصيل الكاملة لآخر جولات التفاوض
الفلسطينية الإسرائيلية في انها يمكن أن تمثل بداية جيدة لفهم خلفية ما
سيجري في واشنطن
وذلك بدءا من الخميس المقبل في جولة جديدة من المفاوضات بين الجانبين.
وقد توقفنا أمس في الجزء الأول من هذه الوثيقة عند الكثير من النقاط
المهمة في مسيرة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية. وكشفت الوثيقة ما
وصلت إليه المفاوضات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء
الإسرائيلي أولمرت في ديسمبر2008, وكيف تجمد كل شيء في بداية العام
الحالي2010.
وأوضحت الوثيقة أن المفاوضات تناولت مواقف الطرفين تجاه قضايا: الحدود, والقدس, واللاجئين, والمياه, والأمن, والأسري.
وسجلت الوثيقة ما طلبه الرئيس محمود عباس أبومازن من الرئيس أوباما في
لقائهما بالبيت الأبيض في28 مايو ـ أيار2009, ورد الرئيس الأمريكي علي
تلك المطالب.
وفي هذا الجزء الثاني والأخير, تكشف وثيقة عريقات ـ التي جاءت بعنوان:
الموقف السياسي علي ضوء التطورات مع الإدارة الأمريكية والحكومة
الإسرائيلية واستمرار انقلاب حماس: التوصيات والخيارات ـ تكشف تفاصيل
صفقة المبعوث الأمريكي لعملية السلام السيناتور ميتشيل مع رئيس الوزراء
الإسرائيلي نيتانياهو لاستئناف المفاوضات.
وتتوقف الوثيقة ـ التي تستكمل الأهرام نشرها اليوم ـ أمام تراجع الموقف
الأمريكي فيما يخص قضية الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية,
ومحاولة الإدارة الأمريكية التغطية علي هذا التراجع برسائل ضمانات
أمريكية, رفضها الرئيس الفلسطيني أبو مازن.
وترصد الوثيقة جهود المصالحة مع حركة حماس لتوحيد الصف الفلسطيني,
وإنهاء الانقلاب في قطاع غزة, وتبرز كيف أن حماس رفضت التجاوب مع الجهود
المبذولة في هذا السبيل.
يستعرض الدكتور صائب عريقات في هذا الجزء من وثيقته عددا من القضايا
المتصلة مباشرة بجولات المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية الأخيرة,
خاصة صفقة ميتشيل ونيتانياهو, والمواقف العربية والاقليمية,
والدولية, وجهود المصالحة مع حماس. وذلك علي النحو التالي:
خامسا: الصفقة التي تمت بين السيناتور ميتشيل ونيتانياهو:
أجرينا مع السيناتور جورج ميتشيل وفريقه منذ تولي إدارة الرئيس أوباما
في20 يناير ولغاية نهاية شهر نوفمبر2009,(31 اجتماعا), في(
القدس, رام الله, أريحا, واشنطن, نيويورك, عمان, وأبو ظبي).
كان السيناتور ميتشيل في كل مرة يلتقي بنا يقول: استمروا في تنفيذ
التزاماتكم, فليس لدي ما أطلبه منكم, عملي الرئيسي يركز علي
الإسرائيليين, فعليهم أن يدركوا أن عليهم وقف الاستيطان بما في ذلك
النمو الطبيعي واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في
ديسمبر2008, وعلي الدول العربية إيداع خطوات تطبيع مع إسرائيل عندنا,
وذلك لتحفيز إسرائيل علي القيام بالخطوات المطلوبة منها.
بقي هذا الحال حتي شهر أغسطس, حيث بدأ ميتشيل يتحدث بطريقة مختلفة
ويقول: لم نعد نريد أي خطوات من الدول العربية, وبالنسبة لإسرائيل
فنحن لم نتوصل إلي صفقة معهم حتي الآن, ولكن يبدو أننا لن نحصل علي كل
ما نريد.
في شهر سبتمبر2009. وقبل أيام من انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة
جاء ميتشيل إلي رام الله يوم15 سبتمبر, واقترح رسميا علي الرئيس
المشاركة في لقاء ثلاثي( أوباما أبومازن نيتانياهو) يعقد في نيويورك
يوم22 سبتمبر, ويعلن فيه عن استئناف المفاوضات النهائية.
سأل الرئيس أبو مازن: هل تمكنتم من إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف
الاستيطان بشكل تام وبما يشمل القدس؟ وكذلك استئناف مفاوضات الوضع النهائي
من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008 ؟.
رد السيناتور ميتشيل:لم نتوصل إلي الصفقة بعد, فنحن بحاجة إلي الاتفاق
علي المدة الزمنية لوقف الاستيطان أما بالنسبة لوقف الاستيطان فلقد حصلنا
علي أفضل ما أمكننا الحصول عليه.
لم يفصح ميتشيل عن الصفقة, ولكن كنا قد حصلنا علي معلومات أكيدة من الجانب الإسرائيلي تحدد الصفقة بما يلي:
1ـ استمرار بناء3000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية.
2 ـ استثناء القدس من الصفقة.
3 ـ استمرار البناء في المباني العامة والبني التحتية.
أما علي صعيد استئناف المفاوضات, فلقد اتفق ميتشيل مع نيتانياهو علي ما يلي:
1 ـ العودة إلي المفاوضات دون شروط مسبقة.
2 ـ ستشمل مواضيع المفاوضات: القدس, الحدود, المستوطنات, اللاجئين, المياه والأمن.
3 ـ لن تبدأ المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008.
4 ـلا يتم الإشارة إلي تفاهم رايس2008/7/30.
5 ـ يستطيع كل طرف أن يطرح ما يريد.
لمحاولة تغطية التراجع الأمريكي, عرضت الإدارة الأمريكية علي د. صائب
عريقات وفريقه في واشنطن في30 سبتمبر و20 أكتوبر2009, أن ترسل رسائل
ضمانات تتضمن:
1ـ إقرار الإدارة الأمريكية بأن الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي.
2ـ إقرار الإدارة الأمريكية بأن ضم القدس الشرقية إلي إسرائيل غير شرعي.
3ـ تتعهد الإدارة الأمريكية ببذل كل جهد ممكن لإنهاء المفاوضات في مدة24 شهرا تقوم عندها دولة فلسطين المستقلة.
رفض الرئيس محمود عباس هذا العرض رفضا قاطعا, وأعلم السيناتور ميتشيل أنه لن يحضر إلي اللقاء الثلاثي المقترح في نيويورك.
أمام هذا الموقف تراجعت إدارة الرئيس أوباما عن نيتها إعلان استئناف
المفاوضات في اللقاء الثلاثي المقترح, وأصرت علي عقد اللقاء الثلاثي
بحضور الرئيس أوباما لتأكيد التزام الرئيس أوباما بمبدأ الدولتين وهذا ما
تم.
أكد الرئيس أوباما خلال اللقاء الثلاثي: التزامه بمبدأ الدولتين, وأن
كافة القضايا الرئيسية بما فيها القدس ستكون علي مائدة المفاوضات.
رد نيتانياهو علي الرئيس أوباما قائلا: أنا علي استعداد لاستئناف المفاوضات ولكنك تعرف موقفي من القدس.
الرئيس أبو مازن: أكد التزام م.ت.ف. بعملية السلام ووجوب وقف
الاستيطان بشكل تام وبما يشمل القدس واستئناف مفاوضات الوضع النهائي من
النقطة التي توقفت عندها. وكرر رفضه لخيار الدولة ذات الحدود المؤقتة,
والرفض القاطع أيضا ليهودية دولة إسرائيل.
وخلال اللقاءات مع الإدارة الأمريكية مع الرئيس أبو مازن( هيلاري
كلينتون وميتشيل في أبو ظبي وعمان), أو مع د. صائب عريقات( جيم
جونز, هيلاري كلينتون وميشيل) في واشنطن وأريحا.
حاولت الإدارة الأمريكية الحصول علي موافقة فلسطينية علي استئناف
المفاوضات من دون وقف الاستيطان, وتحديد المرجعية, إلا أن الرئيس
أبومازن رفض ذلك رفضا مطلقا, بل ذهب حتي إلي الإعلان عن عدم نيته الترشح
لفترة رئاسية جديدة, مع الاحتفاظ لنفسه باتخاذ خطوات أخري لم يعلن
عنها, باعتبار ذلك من الأسباب التي جعلت الرئيس أبو مازن يعلن عن ذلك.
حصيلة الموقف الأمريكي:
1 ـتراجع عن مواقف الرئيس أوباما بشأن وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008.
2 ـيريدون تغطية التراجع بإرسال رسائل تطمينات حول عدم شرعية الاستيطان
أو ضم القدس, وعلي الرغم من الأهمية المعنوية لذلك, فلا أهمية قانونية
لمثل هذه الرسائل.
3 ـ يكون نيتانياهو قد شطب المرحلة الأولي والمرحلة الثالثة من خارطة
الطريق, وأبقي علي المرحلة الثانية, أي تحويل خيار الدولة ذات الحدود
المؤقتة إلي مسار إجباري.
4 ـ يبدو أن تطورات الملف الإيراني, والأوضاع الداخلية الأمريكية,
والوضع في أفغانستان والعراق, كانت وراء التراجع الأمريكي.
5ـ رحبت الإدارة الأمريكية بقرارات نيتانياهو حول الاستيطان في2009/11/25.
سادسا: المواقف العربية والإقليمية:
تفاءلت الدول العربية والإسلامية من انتخاب الرئيس أوباما, وقررت
التعاون معه ومساعدته لأبعد الحدود كل في محاولة لتحقيق مصالحه وتطلعاته
الداخلية والخارجية.
أما علي صعيد مهمة ميتشيل, فرفضت غالبية الدول العربية فكرة تقديم ودائع
بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل لتشجيع إسرائيل علي القيام بما هو مطلوب منها
علي صعيد وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات.
الدول العربية ربطت التطبيع مع إسرائيل بتنفيذ مبادرة السلام العربية, أي انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة عام1967.
وبعد أن اتضح للسيناتور ميتشيل رفض حكومة نيتانياهو لوقف الاستيطان بشكل
تام, توقف عن مطالبة الدول العربية القيام بخطوات تطبيعية تجاه
إسرائيل.
أما علي صعيد استئناف المفاوضات, فإن مواقف الدول العربية تتأرجح بين
تأييد الموقف الفلسطيني الذي ربط وقف الاستيطان التام وتحديد المرجعيات
باستئناف المفاوضات, والدعوة لاستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة, كما
ورد في البيان المشترك لتسع دول عربية مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري
كلينتون في نيويورك26 سبتمبر( أيلول)2009.
وبقي هذا الموقف إلي أن عقدت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اجتماعا
طارئا لها, بناء علي طلب من فلسطين يوم12 نوفمبر2009 حيث جاء في
البيان الختامي ما يلي:
1- تأكيـد الالتزام بالموقف العربـي بعــدم إمكانيـة استئنــاف
المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بدون قيام إسرائيل بتنفيذ التزامها
بالوقف الكامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس
الشرقية.
2 ـ استئناف مفاوضات الوضع النهائي حول القضايا الرئيسية, وعلي رأسها
القدس واللاجئون, من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008.
3 ـ الإعراب عن القلق من تراجع الموقف الأمريكي حول الاستيطان ومتطلبات استئناف المفاوضات.
لقد أصبح الموقف العربي واضحا ومحددا فلم يقل العرب في بيانهم انهم يدعمون
الموقف الفلسطيني لاستئناف المفاوضات, بل قالوا إن موقفهم يتمثل بوجوب
وقف تام للاستيطان وبما يشمل القدس واستئناف المفاوضات من النقطة التي
توقفت عندها في ديسمبر2008.
إضافة إلي الإعراب عن القلق من تراجع الموقف الأمريكي, وأيضا تأييد
الموقف الفلسطيني بالذهاب إلي مجلس الأمن لاستصدار قرار يعترف بإقامة دولة
فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية علي حدود الرابع من حزيران1967. أي
ترسيم الحدود, وهذا ليس إعلان استقلال من جانب واحد,أو قرارا
أحاديا, بل هو قرار يستند إلي قرار مجلس الأمن1515 الذي اعتمد خارطة
الطريق ومبدأ إقامة دولتين. والآن( أي وقتها) المطلوب دوليا هو
ترسيم حدود دولة فلسطين, لأنه إذا ما تم ذلك فإن جميع إجراءات إسرائيل
من ضم واستيطان وتهجير سكان وخلق حقائق علي الأرض سوف لا تخلق حقا ولا
تنشيء التزاما.
هناك إجماع عربي, حول كافة هذه المسائل, ولا بد من الاستفادة من بيان
لجنة متابعة المبادرة العربية والتوصيات التي جاءت به, ووضعها أمام
اجتماع وزراء الخارجية العرب لإقرارها في أسرع وقت ممكن. وعلي ضوء
القرارات التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو
يوم2009/11/25, والتي لم تأت بأي جديد, سوي الترحيب الأمريكي الرسمي
بها, فإننا نري أن يتحدث العرب مع أمريكا بلسان واحد. فهناك احتمال أن
يكون لقرارات نيتانياهو انعكاسات علي الرأي العام العالمي, من ناحية أنه
اتخذ خطوة إلي الأمام ووافق علي تجميد للاستيطان لمدة عشرة أشهر, ورحبت
أمريكا بذلك, وأن الطرف الذي يعرقل استئناف المفاوضات هو الجانب
الفلسطيني.
الولايات المتحدة سوف تحاول الآن استخدام دول العالم بما فيها بعض الدول
العربية للضغط علي الجانب الفلسطيني لاستئناف المفاوضات وفقا لرؤية
نيتانياهو. لذلك علينا تكثيف الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي,
وروسيا, الأمم المتحدة, والدول العربية لتبيان حقيقة مواقف نيتانياهو
والتي تعني استمرار النشاطات الاستيطانية, وفصل القدس الشرقية عن الضفة
الغربية ورفض استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في
ديسمبر2008.
علي صعيد الإقليم: وعلي الرغم من التطورات المهمة جدا والخطيرة الحاصلة
في منطقتنا, ونظرا لطبيعة المهمة المحددة لهذه الورقة. فإننا لن نخوض
في الجانب التحليلي للمواقف الإيرانية والتركية, والباكستانية,
والأفغانية, أو تلك المتعلقة بالقرن الإفريقي. فالقضايا متداخلة
والترابط موجود, والكل يحاول أن يملا ما يعتقده فراغا قياديا في
المنطقة. والقضية الفلسطينية تشكل نقطة ارتكاز للتفاعلات الحاصلة في
منطقتنا, فالهدف هو قيادة المنطقة, ولا يمكن ذلك من دون القضية
الفلسطينية, بالاستحواذ أو الابتزاز أو السيطرة. فأوراق الاعتماد لا
يمكن أن تقدم أمام الإدارة الأمريكية وغيرها من دون الورقة الفلسطينية.
ولهذه المسائل ارتباط مهم, بالانقلاب المستمر في قطاع غزة والذي أصبح لا
يمكن تفسير استمراره إلا من خلال الفهم الدقيق للتطورات الإقليمية وكيفية
تقديم أوراق الاعتماد.
سابعا: مواقف الاتحاد الأوروبي, روسيا, الأمم المتحدة:
أطراف اللجنة الرباعية حددوا مواقفهم في خريطة الطريق. الولايات المتحدة
قررت التراجع عن خريطة الطريق, فهل سوف تتراجع مواقف باقي أعضاء اللجنة
الرباعية؟. وكيف السبيل لمنع حدوث مثل هذا التراجع؟.
مواقف اللجنة الرباعية:
تؤكد مبدأ الدولتين وعلي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام1967
وتنفيذ التزامات المرحلة الأولي من خريطة الطريق وتحديدا وقف الاستيطان
بشكل تام واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008.
لقد أجري الرئيس محمود عباس اتصالات مكثفة مع عدد لا بأس به من دول
الاتحاد الأوروبي, وروسيا, ومع السكرتير العام للأمم المتحدة.
ركزت علي ما يلي:
1 ـ الإبقاء علي مواقف اللجنة الرباعية بوجوب الوقف التام للاستيطان الإسرائيلي وبما يشمل القدس.
2ـ استئناف مفاوضات الوضع النهائي حول جميع القضايا الرئيسية من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008.
3ـ ضرورة اعتراف دول العالم بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية بحدود
الرابع من حزيران عام1967. وعلينا الترحيب بإعلان الاتحاد الأوروبي
يوم2009/12/8 والقول أنه كان لا بد للإتحاد الأوروبي من إقرار المشروع
السويدي للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين, آملين في أن تكون
هذه الخطوة القادمة للاتحاد الأوروبي.
4ـالأساس في هذا التحرك هو ألا تعتبر أطراف الرباعية ما طرحه نيتانياهو
قاعدة لبدء المفاوضات. والتأكيد علي أن مواقف الحكومة الإسرائيلية تعني
إلغاء المرحلة الأولي والمرحلة الثالثة من خريطة الطريق. والإبقاء علي
خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة علي40% من الضفة الغربية وإسقاط ملفات
القدس واللاجئين والأمن والحدود من المفاوضات.
5 ـانطلاقا من ذلك طلب الرئيس محمود عباس, استصدار قرار من مجلس الأمن
يعترف بدولة فلسطينية علي حدود الرابع من حزيران عام1967. وبالتالي فإن
ممارسات إسرائيل الاستيطانية وفرض الحقائق علي الأرض, ومحاولة تهويد
القدس وبناء جدار التوسع والضم, لن توجد حقا ولن تنشئ التزاما. من هنا
فإن ترسيم الحدود علي خطوط الرابع من حزيران عام1967 بقرار من مجلس
الأمن يعني الحفاظ علي خيار الدولتين.
بطبيعة الحال, وبالنسبة للاتحاد الأوروبي, وعلي الرغم من انتخاب رئيس
للاتحاد الأوروبي ووزير خارجية طبقا لدستور برشلونة والذي من المفترض بدء
العمل به في يناير2010, أي بالتزامن مع تسلم اسبانيا رئاسة الاتحاد
الأوروبي, فمازال هناك27 سياسة خارجية للاتحاد الأوروبي وليس سياسة
خارجية واحدة.
ولا بد من تكثيف الجهود مع الدول الرئيسية( بريطانيا, فرنسا,
إيطاليا, ألمانيا, وأسبانيا) وكذلك الحال مع روسيا, للحفاظ علي
مواقف اللجنة الرباعية من أسس استئناف المفاوضات ومن حل الدولتين علي
حدود1967, وذلك من خلال العمل الدءوب والمكثف مع الصين ودول عدم
الانحياز واليابان وأمريكا لاستصدار قرار من مجلس الأمن.
إضافة إلي ذلك لا بد من دراسة إمكانية التوجه إلي سويسرا الدولة الحاضنة
لميثاق جنيف الرابع لعام1949, ودعوة الدول المتعاقدة لتطبيق مبدأ حماية
المدنيين زمن الحرب في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
نستطيع أيضا العودة إلي المحكمة الدولية في لاهاي وطلب رأي استشاري حول
الاحتلال الإسرائيلي وسياساته منذ عام1967 وبما يشمل الاستيطان والجدار
وغيرهما من السياسات.
ويبقي خيار محكمة الجنايات الدولية مفتوحا أمامنا, فنحن نحاول الآن الحصول علي الولاية لتقديم الالتماسات, فنحن لسنا دولة بعد.
ثامنا: جهود المصالحة مع حماس:
أمام هذه التطورات, ونظرا لحاجتنا الماسة لتوحيد صفوفنا وتمكين جبهتنا
الداخلية علينا بذل كل جهد ممكن من أجل إنهاء الانقلاب في قطاع غزة.
والسؤال هنا: ألم نبذل كل جهد ممكن لتحقيق هذا الهدف؟
الجواب: نعم, فلقد وقعنا علي وثيقة المصالحة التي جاءت نتيجة للجهود
المصرية وللحوار بين جميع الفصائل. وقبل ذلك كنا قد وقعنا علي وثيقة
الوفاق الوطني. وأصدر الرئيس أبو مازن مرسوما رئاسيا دعا فيه لإجراء
انتخابات رئاسية وتشريعية في موعدها الدستوري في يناير2010.
إلا أن حركة حماس رفضت كل ذلك, إذ أصبح واضحا كما قلنا سلفا أن تطورات
الإقليم تفرض نفسها بقوة علي الساحة الفلسطينية مما يجعل من غير الواقعي
قبول حركة حماس بالمصالحة قبل أن تتضح, إن لم نقل قبل أن يقرر مصير
العديد من الملفات الإقليمية وعلي رأسها ما ستئول إليه الأمور بين
الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
إن استمرار الدعوة للمصالحة أمر مفروغ منه ويجب أن يستمر. ولكن ربما كان
علينا الآن التحرك ببرنامج عمل واضح ومحدد علي الصعيدين العربي والإسلامي
كالطلب من القمة العربية القادمة إدانة الطرف الذي يرفض المصالحة
الفلسطينية. وكذلك الحال بالنسبة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. فالقضية
الفلسطينية والقدس أهم من الأجندات والمصالح الضيقة بل ومن فصائل العمل
السياسي الفلسطيني التي لم تنشأ إلا بهدف تحرير فلسطين والقدس.
ويجب أيضا التحرك علي مستوي الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية
وتبيان الحقائق ووضعها بوضوح أمام الشعوب العربية والإسلامية والحركات
السياسية بكل أطيافها. وبما يشمل تحرك جماهير شعبنا في قطاع غزة وعدم
الرضوخ للأمر الواقع.
هذا التحرك, وإن تم وفقا لبرنامج عمل, من شأنه أن يضع النقاط علي
الحروف ليس من ناحية كشف وتبيان المواقف الحقيقية لحركة حماس وتوظيفها
للمقاومة والدين. بل أيضا من خلال كشف الأنظمة العربية والإسلامية التي
تستخدم الانقلاب الذي قامت به حركة حماس من أجل مصالحها الإقليمية
والدولية.
علي صعيد الجاليات الفلسطينية في أوروبا, والأمريكتين, وآسيا وبقية
دول العالم, وبطبيعة الحال الدول العربية, لا بد من خطة إستراتيجية
شاملة, لتأكيد وحدانية وشرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لكل أبناء
الشعب الفلسطيني أيا كان مكان وجودهم. وكذلك مرجعيتها للسلطة الوطنية
الفلسطينية.
إن دائرة شئون المغتربين في م.ت.ف, ووزارة الخارجية الفلسطينية,
ومفوضية الأقاليم الخارجية في حركة فتح ولجان الاتصال الخارجي في فصائل
العمل الوطني الفلسطيني, إضافة إلي دائرة شئون اللاجئين في منظمة
التحرير الفلسطينية, يجب أن يكون لها إستراتيجية تحت مظلة م.ت.ف.
وذلك لحماية القضية الفلسطينية من محاولات زرع بذور الفرقة والتشرذم
والانقسام وإيجاد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية, يعد له عبر توظيف
الدين, إذ أن هناك خطرا حقيقيا علي جالياتنا في الخارج من فقدان البعد
الأساسي للهوية الوطنية الفلسطينية.
في النهاية,( وهذه الفقرة لم ترد في ورقة عريقات), فإن مابقي من
الوثيقة, هو توصيات وملاحق وجداول, تحاول أن تقدم تقديرا للموقف كما
كان عليه في بداية عام2010, عندما تيقن الجميع في منظمة التحرير
الفلسطينية أن مرحلة ما قد انتهت, دون أن تكون لديها مؤشرات بأن مرحلة
ما قد تأتي بعد8 أشهر من الوصول إلي الطريق المسدود, فما الذي سيحدث
في واشنطن خلال الأسبوع المقبل؟
تفاصيل صفقة ميتشيل مع نيتانياهو
بقلم: د.عبد المنعم سعيد و د. محمد عبدالسلام
تبرز
أهمية الوثيقة التي أعدها الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات
بمنظمة التحرير الفلسطينية,
وتضمنت التفاصيل الكاملة لآخر جولات التفاوض
الفلسطينية الإسرائيلية في انها يمكن أن تمثل بداية جيدة لفهم خلفية ما
سيجري في واشنطن
وذلك بدءا من الخميس المقبل في جولة جديدة من المفاوضات بين الجانبين.
وقد توقفنا أمس في الجزء الأول من هذه الوثيقة عند الكثير من النقاط
المهمة في مسيرة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية. وكشفت الوثيقة ما
وصلت إليه المفاوضات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء
الإسرائيلي أولمرت في ديسمبر2008, وكيف تجمد كل شيء في بداية العام
الحالي2010.
وأوضحت الوثيقة أن المفاوضات تناولت مواقف الطرفين تجاه قضايا: الحدود, والقدس, واللاجئين, والمياه, والأمن, والأسري.
وسجلت الوثيقة ما طلبه الرئيس محمود عباس أبومازن من الرئيس أوباما في
لقائهما بالبيت الأبيض في28 مايو ـ أيار2009, ورد الرئيس الأمريكي علي
تلك المطالب.
وفي هذا الجزء الثاني والأخير, تكشف وثيقة عريقات ـ التي جاءت بعنوان:
الموقف السياسي علي ضوء التطورات مع الإدارة الأمريكية والحكومة
الإسرائيلية واستمرار انقلاب حماس: التوصيات والخيارات ـ تكشف تفاصيل
صفقة المبعوث الأمريكي لعملية السلام السيناتور ميتشيل مع رئيس الوزراء
الإسرائيلي نيتانياهو لاستئناف المفاوضات.
وتتوقف الوثيقة ـ التي تستكمل الأهرام نشرها اليوم ـ أمام تراجع الموقف
الأمريكي فيما يخص قضية الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية,
ومحاولة الإدارة الأمريكية التغطية علي هذا التراجع برسائل ضمانات
أمريكية, رفضها الرئيس الفلسطيني أبو مازن.
وترصد الوثيقة جهود المصالحة مع حركة حماس لتوحيد الصف الفلسطيني,
وإنهاء الانقلاب في قطاع غزة, وتبرز كيف أن حماس رفضت التجاوب مع الجهود
المبذولة في هذا السبيل.
يستعرض الدكتور صائب عريقات في هذا الجزء من وثيقته عددا من القضايا
المتصلة مباشرة بجولات المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية الأخيرة,
خاصة صفقة ميتشيل ونيتانياهو, والمواقف العربية والاقليمية,
والدولية, وجهود المصالحة مع حماس. وذلك علي النحو التالي:
خامسا: الصفقة التي تمت بين السيناتور ميتشيل ونيتانياهو:
أجرينا مع السيناتور جورج ميتشيل وفريقه منذ تولي إدارة الرئيس أوباما
في20 يناير ولغاية نهاية شهر نوفمبر2009,(31 اجتماعا), في(
القدس, رام الله, أريحا, واشنطن, نيويورك, عمان, وأبو ظبي).
كان السيناتور ميتشيل في كل مرة يلتقي بنا يقول: استمروا في تنفيذ
التزاماتكم, فليس لدي ما أطلبه منكم, عملي الرئيسي يركز علي
الإسرائيليين, فعليهم أن يدركوا أن عليهم وقف الاستيطان بما في ذلك
النمو الطبيعي واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في
ديسمبر2008, وعلي الدول العربية إيداع خطوات تطبيع مع إسرائيل عندنا,
وذلك لتحفيز إسرائيل علي القيام بالخطوات المطلوبة منها.
بقي هذا الحال حتي شهر أغسطس, حيث بدأ ميتشيل يتحدث بطريقة مختلفة
ويقول: لم نعد نريد أي خطوات من الدول العربية, وبالنسبة لإسرائيل
فنحن لم نتوصل إلي صفقة معهم حتي الآن, ولكن يبدو أننا لن نحصل علي كل
ما نريد.
في شهر سبتمبر2009. وقبل أيام من انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة
جاء ميتشيل إلي رام الله يوم15 سبتمبر, واقترح رسميا علي الرئيس
المشاركة في لقاء ثلاثي( أوباما أبومازن نيتانياهو) يعقد في نيويورك
يوم22 سبتمبر, ويعلن فيه عن استئناف المفاوضات النهائية.
سأل الرئيس أبو مازن: هل تمكنتم من إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف
الاستيطان بشكل تام وبما يشمل القدس؟ وكذلك استئناف مفاوضات الوضع النهائي
من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008 ؟.
رد السيناتور ميتشيل:لم نتوصل إلي الصفقة بعد, فنحن بحاجة إلي الاتفاق
علي المدة الزمنية لوقف الاستيطان أما بالنسبة لوقف الاستيطان فلقد حصلنا
علي أفضل ما أمكننا الحصول عليه.
لم يفصح ميتشيل عن الصفقة, ولكن كنا قد حصلنا علي معلومات أكيدة من الجانب الإسرائيلي تحدد الصفقة بما يلي:
1ـ استمرار بناء3000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية.
2 ـ استثناء القدس من الصفقة.
3 ـ استمرار البناء في المباني العامة والبني التحتية.
أما علي صعيد استئناف المفاوضات, فلقد اتفق ميتشيل مع نيتانياهو علي ما يلي:
1 ـ العودة إلي المفاوضات دون شروط مسبقة.
2 ـ ستشمل مواضيع المفاوضات: القدس, الحدود, المستوطنات, اللاجئين, المياه والأمن.
3 ـ لن تبدأ المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008.
4 ـلا يتم الإشارة إلي تفاهم رايس2008/7/30.
5 ـ يستطيع كل طرف أن يطرح ما يريد.
لمحاولة تغطية التراجع الأمريكي, عرضت الإدارة الأمريكية علي د. صائب
عريقات وفريقه في واشنطن في30 سبتمبر و20 أكتوبر2009, أن ترسل رسائل
ضمانات تتضمن:
1ـ إقرار الإدارة الأمريكية بأن الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي.
2ـ إقرار الإدارة الأمريكية بأن ضم القدس الشرقية إلي إسرائيل غير شرعي.
3ـ تتعهد الإدارة الأمريكية ببذل كل جهد ممكن لإنهاء المفاوضات في مدة24 شهرا تقوم عندها دولة فلسطين المستقلة.
رفض الرئيس محمود عباس هذا العرض رفضا قاطعا, وأعلم السيناتور ميتشيل أنه لن يحضر إلي اللقاء الثلاثي المقترح في نيويورك.
أمام هذا الموقف تراجعت إدارة الرئيس أوباما عن نيتها إعلان استئناف
المفاوضات في اللقاء الثلاثي المقترح, وأصرت علي عقد اللقاء الثلاثي
بحضور الرئيس أوباما لتأكيد التزام الرئيس أوباما بمبدأ الدولتين وهذا ما
تم.
أكد الرئيس أوباما خلال اللقاء الثلاثي: التزامه بمبدأ الدولتين, وأن
كافة القضايا الرئيسية بما فيها القدس ستكون علي مائدة المفاوضات.
رد نيتانياهو علي الرئيس أوباما قائلا: أنا علي استعداد لاستئناف المفاوضات ولكنك تعرف موقفي من القدس.
الرئيس أبو مازن: أكد التزام م.ت.ف. بعملية السلام ووجوب وقف
الاستيطان بشكل تام وبما يشمل القدس واستئناف مفاوضات الوضع النهائي من
النقطة التي توقفت عندها. وكرر رفضه لخيار الدولة ذات الحدود المؤقتة,
والرفض القاطع أيضا ليهودية دولة إسرائيل.
وخلال اللقاءات مع الإدارة الأمريكية مع الرئيس أبو مازن( هيلاري
كلينتون وميتشيل في أبو ظبي وعمان), أو مع د. صائب عريقات( جيم
جونز, هيلاري كلينتون وميشيل) في واشنطن وأريحا.
حاولت الإدارة الأمريكية الحصول علي موافقة فلسطينية علي استئناف
المفاوضات من دون وقف الاستيطان, وتحديد المرجعية, إلا أن الرئيس
أبومازن رفض ذلك رفضا مطلقا, بل ذهب حتي إلي الإعلان عن عدم نيته الترشح
لفترة رئاسية جديدة, مع الاحتفاظ لنفسه باتخاذ خطوات أخري لم يعلن
عنها, باعتبار ذلك من الأسباب التي جعلت الرئيس أبو مازن يعلن عن ذلك.
حصيلة الموقف الأمريكي:
1 ـتراجع عن مواقف الرئيس أوباما بشأن وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008.
2 ـيريدون تغطية التراجع بإرسال رسائل تطمينات حول عدم شرعية الاستيطان
أو ضم القدس, وعلي الرغم من الأهمية المعنوية لذلك, فلا أهمية قانونية
لمثل هذه الرسائل.
3 ـ يكون نيتانياهو قد شطب المرحلة الأولي والمرحلة الثالثة من خارطة
الطريق, وأبقي علي المرحلة الثانية, أي تحويل خيار الدولة ذات الحدود
المؤقتة إلي مسار إجباري.
4 ـ يبدو أن تطورات الملف الإيراني, والأوضاع الداخلية الأمريكية,
والوضع في أفغانستان والعراق, كانت وراء التراجع الأمريكي.
5ـ رحبت الإدارة الأمريكية بقرارات نيتانياهو حول الاستيطان في2009/11/25.
سادسا: المواقف العربية والإقليمية:
تفاءلت الدول العربية والإسلامية من انتخاب الرئيس أوباما, وقررت
التعاون معه ومساعدته لأبعد الحدود كل في محاولة لتحقيق مصالحه وتطلعاته
الداخلية والخارجية.
أما علي صعيد مهمة ميتشيل, فرفضت غالبية الدول العربية فكرة تقديم ودائع
بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل لتشجيع إسرائيل علي القيام بما هو مطلوب منها
علي صعيد وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات.
الدول العربية ربطت التطبيع مع إسرائيل بتنفيذ مبادرة السلام العربية, أي انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة عام1967.
وبعد أن اتضح للسيناتور ميتشيل رفض حكومة نيتانياهو لوقف الاستيطان بشكل
تام, توقف عن مطالبة الدول العربية القيام بخطوات تطبيعية تجاه
إسرائيل.
أما علي صعيد استئناف المفاوضات, فإن مواقف الدول العربية تتأرجح بين
تأييد الموقف الفلسطيني الذي ربط وقف الاستيطان التام وتحديد المرجعيات
باستئناف المفاوضات, والدعوة لاستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة, كما
ورد في البيان المشترك لتسع دول عربية مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري
كلينتون في نيويورك26 سبتمبر( أيلول)2009.
وبقي هذا الموقف إلي أن عقدت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اجتماعا
طارئا لها, بناء علي طلب من فلسطين يوم12 نوفمبر2009 حيث جاء في
البيان الختامي ما يلي:
1- تأكيـد الالتزام بالموقف العربـي بعــدم إمكانيـة استئنــاف
المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بدون قيام إسرائيل بتنفيذ التزامها
بالوقف الكامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس
الشرقية.
2 ـ استئناف مفاوضات الوضع النهائي حول القضايا الرئيسية, وعلي رأسها
القدس واللاجئون, من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008.
3 ـ الإعراب عن القلق من تراجع الموقف الأمريكي حول الاستيطان ومتطلبات استئناف المفاوضات.
لقد أصبح الموقف العربي واضحا ومحددا فلم يقل العرب في بيانهم انهم يدعمون
الموقف الفلسطيني لاستئناف المفاوضات, بل قالوا إن موقفهم يتمثل بوجوب
وقف تام للاستيطان وبما يشمل القدس واستئناف المفاوضات من النقطة التي
توقفت عندها في ديسمبر2008.
إضافة إلي الإعراب عن القلق من تراجع الموقف الأمريكي, وأيضا تأييد
الموقف الفلسطيني بالذهاب إلي مجلس الأمن لاستصدار قرار يعترف بإقامة دولة
فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية علي حدود الرابع من حزيران1967. أي
ترسيم الحدود, وهذا ليس إعلان استقلال من جانب واحد,أو قرارا
أحاديا, بل هو قرار يستند إلي قرار مجلس الأمن1515 الذي اعتمد خارطة
الطريق ومبدأ إقامة دولتين. والآن( أي وقتها) المطلوب دوليا هو
ترسيم حدود دولة فلسطين, لأنه إذا ما تم ذلك فإن جميع إجراءات إسرائيل
من ضم واستيطان وتهجير سكان وخلق حقائق علي الأرض سوف لا تخلق حقا ولا
تنشيء التزاما.
هناك إجماع عربي, حول كافة هذه المسائل, ولا بد من الاستفادة من بيان
لجنة متابعة المبادرة العربية والتوصيات التي جاءت به, ووضعها أمام
اجتماع وزراء الخارجية العرب لإقرارها في أسرع وقت ممكن. وعلي ضوء
القرارات التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو
يوم2009/11/25, والتي لم تأت بأي جديد, سوي الترحيب الأمريكي الرسمي
بها, فإننا نري أن يتحدث العرب مع أمريكا بلسان واحد. فهناك احتمال أن
يكون لقرارات نيتانياهو انعكاسات علي الرأي العام العالمي, من ناحية أنه
اتخذ خطوة إلي الأمام ووافق علي تجميد للاستيطان لمدة عشرة أشهر, ورحبت
أمريكا بذلك, وأن الطرف الذي يعرقل استئناف المفاوضات هو الجانب
الفلسطيني.
الولايات المتحدة سوف تحاول الآن استخدام دول العالم بما فيها بعض الدول
العربية للضغط علي الجانب الفلسطيني لاستئناف المفاوضات وفقا لرؤية
نيتانياهو. لذلك علينا تكثيف الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي,
وروسيا, الأمم المتحدة, والدول العربية لتبيان حقيقة مواقف نيتانياهو
والتي تعني استمرار النشاطات الاستيطانية, وفصل القدس الشرقية عن الضفة
الغربية ورفض استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في
ديسمبر2008.
علي صعيد الإقليم: وعلي الرغم من التطورات المهمة جدا والخطيرة الحاصلة
في منطقتنا, ونظرا لطبيعة المهمة المحددة لهذه الورقة. فإننا لن نخوض
في الجانب التحليلي للمواقف الإيرانية والتركية, والباكستانية,
والأفغانية, أو تلك المتعلقة بالقرن الإفريقي. فالقضايا متداخلة
والترابط موجود, والكل يحاول أن يملا ما يعتقده فراغا قياديا في
المنطقة. والقضية الفلسطينية تشكل نقطة ارتكاز للتفاعلات الحاصلة في
منطقتنا, فالهدف هو قيادة المنطقة, ولا يمكن ذلك من دون القضية
الفلسطينية, بالاستحواذ أو الابتزاز أو السيطرة. فأوراق الاعتماد لا
يمكن أن تقدم أمام الإدارة الأمريكية وغيرها من دون الورقة الفلسطينية.
ولهذه المسائل ارتباط مهم, بالانقلاب المستمر في قطاع غزة والذي أصبح لا
يمكن تفسير استمراره إلا من خلال الفهم الدقيق للتطورات الإقليمية وكيفية
تقديم أوراق الاعتماد.
سابعا: مواقف الاتحاد الأوروبي, روسيا, الأمم المتحدة:
أطراف اللجنة الرباعية حددوا مواقفهم في خريطة الطريق. الولايات المتحدة
قررت التراجع عن خريطة الطريق, فهل سوف تتراجع مواقف باقي أعضاء اللجنة
الرباعية؟. وكيف السبيل لمنع حدوث مثل هذا التراجع؟.
مواقف اللجنة الرباعية:
تؤكد مبدأ الدولتين وعلي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام1967
وتنفيذ التزامات المرحلة الأولي من خريطة الطريق وتحديدا وقف الاستيطان
بشكل تام واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008.
لقد أجري الرئيس محمود عباس اتصالات مكثفة مع عدد لا بأس به من دول
الاتحاد الأوروبي, وروسيا, ومع السكرتير العام للأمم المتحدة.
ركزت علي ما يلي:
1 ـ الإبقاء علي مواقف اللجنة الرباعية بوجوب الوقف التام للاستيطان الإسرائيلي وبما يشمل القدس.
2ـ استئناف مفاوضات الوضع النهائي حول جميع القضايا الرئيسية من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر2008.
3ـ ضرورة اعتراف دول العالم بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية بحدود
الرابع من حزيران عام1967. وعلينا الترحيب بإعلان الاتحاد الأوروبي
يوم2009/12/8 والقول أنه كان لا بد للإتحاد الأوروبي من إقرار المشروع
السويدي للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين, آملين في أن تكون
هذه الخطوة القادمة للاتحاد الأوروبي.
4ـالأساس في هذا التحرك هو ألا تعتبر أطراف الرباعية ما طرحه نيتانياهو
قاعدة لبدء المفاوضات. والتأكيد علي أن مواقف الحكومة الإسرائيلية تعني
إلغاء المرحلة الأولي والمرحلة الثالثة من خريطة الطريق. والإبقاء علي
خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة علي40% من الضفة الغربية وإسقاط ملفات
القدس واللاجئين والأمن والحدود من المفاوضات.
5 ـانطلاقا من ذلك طلب الرئيس محمود عباس, استصدار قرار من مجلس الأمن
يعترف بدولة فلسطينية علي حدود الرابع من حزيران عام1967. وبالتالي فإن
ممارسات إسرائيل الاستيطانية وفرض الحقائق علي الأرض, ومحاولة تهويد
القدس وبناء جدار التوسع والضم, لن توجد حقا ولن تنشئ التزاما. من هنا
فإن ترسيم الحدود علي خطوط الرابع من حزيران عام1967 بقرار من مجلس
الأمن يعني الحفاظ علي خيار الدولتين.
بطبيعة الحال, وبالنسبة للاتحاد الأوروبي, وعلي الرغم من انتخاب رئيس
للاتحاد الأوروبي ووزير خارجية طبقا لدستور برشلونة والذي من المفترض بدء
العمل به في يناير2010, أي بالتزامن مع تسلم اسبانيا رئاسة الاتحاد
الأوروبي, فمازال هناك27 سياسة خارجية للاتحاد الأوروبي وليس سياسة
خارجية واحدة.
ولا بد من تكثيف الجهود مع الدول الرئيسية( بريطانيا, فرنسا,
إيطاليا, ألمانيا, وأسبانيا) وكذلك الحال مع روسيا, للحفاظ علي
مواقف اللجنة الرباعية من أسس استئناف المفاوضات ومن حل الدولتين علي
حدود1967, وذلك من خلال العمل الدءوب والمكثف مع الصين ودول عدم
الانحياز واليابان وأمريكا لاستصدار قرار من مجلس الأمن.
إضافة إلي ذلك لا بد من دراسة إمكانية التوجه إلي سويسرا الدولة الحاضنة
لميثاق جنيف الرابع لعام1949, ودعوة الدول المتعاقدة لتطبيق مبدأ حماية
المدنيين زمن الحرب في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
نستطيع أيضا العودة إلي المحكمة الدولية في لاهاي وطلب رأي استشاري حول
الاحتلال الإسرائيلي وسياساته منذ عام1967 وبما يشمل الاستيطان والجدار
وغيرهما من السياسات.
ويبقي خيار محكمة الجنايات الدولية مفتوحا أمامنا, فنحن نحاول الآن الحصول علي الولاية لتقديم الالتماسات, فنحن لسنا دولة بعد.
ثامنا: جهود المصالحة مع حماس:
أمام هذه التطورات, ونظرا لحاجتنا الماسة لتوحيد صفوفنا وتمكين جبهتنا
الداخلية علينا بذل كل جهد ممكن من أجل إنهاء الانقلاب في قطاع غزة.
والسؤال هنا: ألم نبذل كل جهد ممكن لتحقيق هذا الهدف؟
الجواب: نعم, فلقد وقعنا علي وثيقة المصالحة التي جاءت نتيجة للجهود
المصرية وللحوار بين جميع الفصائل. وقبل ذلك كنا قد وقعنا علي وثيقة
الوفاق الوطني. وأصدر الرئيس أبو مازن مرسوما رئاسيا دعا فيه لإجراء
انتخابات رئاسية وتشريعية في موعدها الدستوري في يناير2010.
إلا أن حركة حماس رفضت كل ذلك, إذ أصبح واضحا كما قلنا سلفا أن تطورات
الإقليم تفرض نفسها بقوة علي الساحة الفلسطينية مما يجعل من غير الواقعي
قبول حركة حماس بالمصالحة قبل أن تتضح, إن لم نقل قبل أن يقرر مصير
العديد من الملفات الإقليمية وعلي رأسها ما ستئول إليه الأمور بين
الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
إن استمرار الدعوة للمصالحة أمر مفروغ منه ويجب أن يستمر. ولكن ربما كان
علينا الآن التحرك ببرنامج عمل واضح ومحدد علي الصعيدين العربي والإسلامي
كالطلب من القمة العربية القادمة إدانة الطرف الذي يرفض المصالحة
الفلسطينية. وكذلك الحال بالنسبة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. فالقضية
الفلسطينية والقدس أهم من الأجندات والمصالح الضيقة بل ومن فصائل العمل
السياسي الفلسطيني التي لم تنشأ إلا بهدف تحرير فلسطين والقدس.
ويجب أيضا التحرك علي مستوي الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية
وتبيان الحقائق ووضعها بوضوح أمام الشعوب العربية والإسلامية والحركات
السياسية بكل أطيافها. وبما يشمل تحرك جماهير شعبنا في قطاع غزة وعدم
الرضوخ للأمر الواقع.
هذا التحرك, وإن تم وفقا لبرنامج عمل, من شأنه أن يضع النقاط علي
الحروف ليس من ناحية كشف وتبيان المواقف الحقيقية لحركة حماس وتوظيفها
للمقاومة والدين. بل أيضا من خلال كشف الأنظمة العربية والإسلامية التي
تستخدم الانقلاب الذي قامت به حركة حماس من أجل مصالحها الإقليمية
والدولية.
علي صعيد الجاليات الفلسطينية في أوروبا, والأمريكتين, وآسيا وبقية
دول العالم, وبطبيعة الحال الدول العربية, لا بد من خطة إستراتيجية
شاملة, لتأكيد وحدانية وشرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لكل أبناء
الشعب الفلسطيني أيا كان مكان وجودهم. وكذلك مرجعيتها للسلطة الوطنية
الفلسطينية.
إن دائرة شئون المغتربين في م.ت.ف, ووزارة الخارجية الفلسطينية,
ومفوضية الأقاليم الخارجية في حركة فتح ولجان الاتصال الخارجي في فصائل
العمل الوطني الفلسطيني, إضافة إلي دائرة شئون اللاجئين في منظمة
التحرير الفلسطينية, يجب أن يكون لها إستراتيجية تحت مظلة م.ت.ف.
وذلك لحماية القضية الفلسطينية من محاولات زرع بذور الفرقة والتشرذم
والانقسام وإيجاد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية, يعد له عبر توظيف
الدين, إذ أن هناك خطرا حقيقيا علي جالياتنا في الخارج من فقدان البعد
الأساسي للهوية الوطنية الفلسطينية.
في النهاية,( وهذه الفقرة لم ترد في ورقة عريقات), فإن مابقي من
الوثيقة, هو توصيات وملاحق وجداول, تحاول أن تقدم تقديرا للموقف كما
كان عليه في بداية عام2010, عندما تيقن الجميع في منظمة التحرير
الفلسطينية أن مرحلة ما قد انتهت, دون أن تكون لديها مؤشرات بأن مرحلة
ما قد تأتي بعد8 أشهر من الوصول إلي الطريق المسدود, فما الذي سيحدث
في واشنطن خلال الأسبوع المقبل؟
محمود الحفني محمد- المشرف العام علي المنتدي
- عدد المساهمات : 2986
نقاط : 7823
تاريخ التسجيل : 18/06/2010
العمر : 44
الموقع : الكردي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى