واشنطن ترفع قيمة مساعداتها العاجلة لباكستان

اعلنت الولايات المتحدة ان مجموع المساعدات التي قررت
تقديمها لباكستان اثر الفيضانات ارتفع الى 200 مليون دولار بعدما قررت
واشنطن تحويل 50 مليون دولار من المساعدات الطويلة الاجل التي كانت مقررة
لهذا البلد الى مساعدات فورية.
وقال المتحدث
باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي ان "هذا المبلغ الجديد وقدره
50 مليون دولار يأتي من اموال تم تحويلها" من حزمة مساعدات لتنمية باكستان
على المدى الطويل اقرها الكونجرس في سبتمبر/ ايلول 2009.
وأوضح أن الـ50 مليونا الجديدة ستخصص لمساعدة المنكوبين عندما تنحسر المياه.
وأشار
كراولي نقلا عن المسؤول عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يو اس ايد"
راجيف شاه، الذي عاد الخميس من زيارة قام بها الى باكستان، الى ان الادارة
الأمريكية ستعيد تقييم مشاريع مساعداتها في باكستان "وبعض هذه المشاريع
تغمره المياه حرفيا".
بالمقابل فان "البنى
التحتية الزراعية والاقتصادية الواردة اصلا في مشاريعنا للمساعدات الطويلة
المدى ستصبح اكثر اولوية في خلال الايام والاسابيع المقبلة".
واضاف
كراولي انه بعد تحويل هذا المبلغ "تصبح قيمة المساعدات الأمريكية الى
باكستان 200 مليون دولار, على شكل مساعدة طارئة ومساعدة على اعادة الاعمار
في آن معا".
وخلال الاشهر الماضية تم تحويل
جزء من المساعدات الاميركية الطويلة المدى المخصصة لباكستان والتي ترمي
اصلا الى تعزيز المؤسسات الديموقراطية في هذا البلد الى مشاريع لتطوير
البنى التحتية الباكستانية.
وتواجه باكستان
اسوأ كارثة انسانية في تاريخها حيث اجتاحت الفيضانات خمس مساحة البلاد
وقتلت 1500 شخص على الاقل بحسب اسلام اباد, في حين بلغ عدد المتضررين بحسب

الامم المتحدة 17 مليونا.

وكانت
الامم المتحدة قد أعلنت الخميس ان الموظفين والمتطوعين التابعين لها
والذين يعملون في باكستان سيواصلون عملهم على الرغم من التهديدات التي
اطلقها مسلحو حركة طالبان بمهاجمة عمال الاغاثة الاجانب.
وقال
مسؤول الشؤون الانسانية في المنظمة جون هولمز ان المنظمة "لا تخاف هذا
النوع من التهديدات التي كانت اصلا قائمة قبل الفيضانات ونعرف ان المشاكل
الامنية كانت دوما موجودة في باكستان".
ولكن
هولمز اشار في الوقت نفسه الى ان المعنيين "سيأخذون هذه التهديدات على
محمل الجد وسيتخذون التدابير اللازمة في المجال الامني، لكن هذا التهديد
لن يتمكن من منع المنظمة من الاستمرار بمساعدة سكان باكستان".
وجاءت
تصريحات هولمز بعد ان كان مسؤول الناطق باسم برنامج الغذاء العالمي التابع
للامم المتحدة احمد فرح شادول ان "التهديدات الجديدة الصادرة عن طالبان
تعني ان على برنامج الغذاء امام خيار تقليص حجم عملياتها او اتخاذ تدابير
حمائية اضافية ما يعني الحاجة الى المزيد من الموارد".
وكان
مسؤول أمريكي قد قال في تصريحات لبي بي سي إن حركة طالبان تخطط لشن هجمات
على العمال الاجانب الذين يشاركون في توزيع مواد الاغاثة على المتضررين من
السيول في باكستان.
وأضاف المسؤول الذي رفض
الكشف عن أسمه أن حركة تحريك طالبان "تخطط لشن هجمات ضد الأجانب الذين
يشاركون في عمليات إغاثة المتضررين من الفيضانات المتواصلة في باكستان".
17 مليون متضرر


وذكر أن الوزراء الفيدراليين والاقليميين قد يكونوا معرضين للخطر كذلك.
وتعتبر حركة تحريك طالبان أكثر الحركات المسلحة عنفا وتطرفا في باكستان.
يذكر
أن باكستان تواجه اسوأ ازمة انسانية في تاريخها بعدما اغرقت الفيضانات خمس
مساحة البلاد وتسببت في مقتل 1500 شخص على الاقل. وقدرت الامم المتحدة عدد
المتضررين من الفيضانات باكثر من 17 مليون شخص.
ويحتاج ثمانية ملايين من المتضررين، بينهم خمسة ملايين بلا مأوى، الى مساعدات عاجلة.
ووجهت الامم المتحدة نداء الاربعاء لارسال 40 مروحية شحن كبيرة على الاقل لمساعدة 800 الف شخص معزولين عن العالم.
ووعد
المانحون وبينهم الولايات المتحدة بتقديم اكثر من 700 مليون دولار
لباكستان للخروج من الازمة التي ستترك عواقب على المدى البعيد.