باكستان تلغي احتفالاتها بعيد الاستقلال بسبب الكارثة الإنسانية التي سببتها الفيضانات

باكستان تلغي احتفالاتها بعيد الاستقلال بسبب الكارثة الإنسانية التي سببتها الفيضانات

أمر
الرئيس الباكستاني آصف على زرداري بإلغاء كافة الاحتفالات بعيد الاستقلال
يوم السبت وذلك نظرا للظروف الكارثية التي تمر بها البلاد.
وسيقوم زرداري بزيارة المناطق المنكوبة بمنطقة خيبر باختونخوا الواقعة في إقليم البنجاب.
وكان
زرداري قد سعى لتهدئة الغضب الشعبي حيال تعامله مع كارثة الفيضانات التي
تجتاح بلاده من خلال زيارة هي الاولى له الى مخيم النازحين بمنطقة سكور في
إقليم السند حيث التقى بعدد من ضحايا الفيضانات.
وقال الناطق باسم الرئيس الباكستاني إن زرداري تعهد ببناء منازل.
وأوضح
فرحة الله بابار لبي بي سي قائلا: "لقد أنصت الرئيس إلى معاناة المتضررين
وقال لهم إن الحكومة مصممة على تحسين أوضاعهم في أسرع وقت ممكن. كما وزع
بعض المعونات على أسر االمخيم."
وذكرت أجهزة
اعلام باكستانية في وقت سابق أن الرئيس الباكستاني اصف زرداري ورئيس
وزرائه سيد يوسف رضا جيلاني عقدا اجتماعا طارئا في وقت متاخرمن مساء
الخميس لاعادة النظر في تعامل الحكومة مع كارثة الفيضانات غير المسبوقة في
البلاد.
ويواجه زرداري انتقادات عنيفة لانه لم يقطع زيارته الى الغرب في وقت يواجه فيه المواطنون كارثة الفيضانات.
ومن
جهة أخرى، نفت الحكومة الباكستانية الاتهامات التي تقول إن الحزب الحاكم،
حزب الشعب الباكستاني، يفرض رقابة على بعض الانتقادات القوية الموجهة
لاستجابة الحكومة للأزمة المتعلقة بالفيضانات.
وقالت
القناة الإخبارية المستقلة البارزة في البلاد "جيو تي في" إن حزب الشعب
قام بقطع الكوابل الخاصة بالقناة في مدينة كراتشي والمناطق المحيطة بها
لأسباب سياسية.
لكن وزير الإعلام الباكستاني ينفي ذلك ويتهم بعض القنوات الإخبارية باستخدام لغة مسيئة للغاية في الحديث عن الحكومة في بعض تقاريرها.
وقالت
مراسلة بي بي سي في إسلام آباد أورلا جيران إنه لم يسمح سوى للتلفزيون
الرسمي بنقل زيارة الرئيس لمخيم سكور. وبثت القناة مشاهد صامتة من
الزيارة، علما بأن حاشية الرئيس تخشى مما قد يبوح به الشعب، حسب مراسلتنا،
خاصة وأن العديد من المواطنين ما زالو مستائين لتعامل زرداري مع الكارثة.
مزيد من الدمار


من
ناحية أخرى حذر مسؤولو إدارة الكوارث في باكستان من ارتفاع منسوب مياه
الفيضانات بشكل خطير اليوم على طول ضفاف نهر اندوس في إقليمي البنجاب
والسند.
وقال أحد المسؤولين إن هذا قد يعني
مزيداً من الدمار وانضمام المزيد من الأشخاص إلى المتضررين من الفيضانات
غير المسبوقة والذين يقدر عددهم بأربعة عشر مليون شخص.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق شرب المياه الملوثة.
وقال ناطق باسم المنظمة الدولية إن 36 ألف باكستاني أصيبوا بمرض الإسهال الذي ينتج عادة عن شرب المياه الملوثة.


يعتبر العديد في باكستان أن زيارة زرداري جاءت متأخرة جدا




وعلى
صعيد آخر أعلن نزار محمد جندال وزير الزراعة الباكستاني ان الفيضانات التي
تشهدها البلاد أدت الى "خسائر ضخمة" في المحاصيل الزراعية.
واوضح
جندال في مقابلة مع بي بي سي قائلا إن كميات كبيرة من القمح والأرز والسكر
جرفتها مياه الفيضانات، وأن مخزون القمح قد دمر بالكامل تقريبا في ولاية
خيبر، بينما تعرض لاضرار في ولاية البنجاب.
وأضاف ان الخسائر في المحاصيل الهامة كالقطن والقمح والسكر تعني خسائر اقتصادية كبيرة.
وفي
ذات السياق رفض المفوض السامي الباكستاني في لندن وجيد حسن ما اعلنته
مؤسسة الشفافية الدولية من ضياع جزء كبير من اموال المساعدات التي قدمتها
هيئات الاغاثة لباكستان بسبب الفساد، وأكد ان حكومته تقوم بكل ما بوسعها
لمواجهة الكارثة.
اغاثة بطيئة وضئيلة



كما
اوضح محسن ليجاري، وهو مسؤول سياسي باكستاني في إقليم البنجاب، أحد
الأقاليم الأكثر تضرراً في باكستان من الفيضانات المدمرة لبي بي سي أن
هناك شعوراً متنامياً باليأس في المنطقة مع تناقص الإمدادات الأساسية.
وأضاف ليجاري أن سكان المنطقة فقدوا جميع ما لديهم من مواشي ومحاصيل زراعية وأنهم يعانون من نقص في الاحتياجات الأساسية.
وإنتقد
المسؤول الإغاثة الحكومية ووصفها بأنها بطيئة وضئيلة، وقال: "نحن بلد فقير
وذو موارد محدودة جدا، ولسنا مستعدين للتعامل مع كارثة من هذا النوع."
وقال
ليجاري، الذي يعيش بالقرب من نهر السند في اقليم البنجاب، إن المتضررين من
الفيضان يفتقرون الى المأوى وهم تحت رحمة الشمس او المطر، "فإذا أمطرت
السماء تسبب ذلك ببؤس إضافي أما إذا صحا الجو فسوف تأتي ببؤس أيضا.
فالكمية الهائلة من مياه الفيضان تتسبب في ارتفاع نسب الرطوبة عندما تطلع
الشمس مما يجعل التنفس عسيرا للغاية. لقد فقد الناس محاصيلهم ومواشيهم
إضافة الى البنية التحتية والطرق."


الجهات التي توزع مواد الاغاثة تواجه من قبل اناس يائسين





واضاف المسؤول الباكستاني: "لا توجد لدينا الآن طرق توصلنا ببقية البلاد، ولذا بدأ شح المواد الاساسية يؤثر تأثيرا كبيرا."
وقال
ليغاري إن الجهات التي توزع مواد الاغاثة تواجه من قبل اناس يائسين،
واضاف: "عندما تجلب معك 500 رزمة معونات وتجد امامك 5000 من المحتاجين،
تحصل فوضى ويهاجمك الناس بسبب يأسهم. فاطفالهم وامهاتهم يتضورون جوعا،
ولذا فيجب عليهم ان يشعروا باليأس. لا الومهم."
نداء



وكانت الأمم المتحدة قد اطلقت نداء لجمع 460 مليون دولار لتقديم مساعدات طارئة لباكستان.
واعلن
جون هولمز، مسؤول الشؤون الانسانية في المنظمة الدولية أن هناك حاجة
لتوفير مساعدات يحتاجها 14 مليون شخص تضرر من الفيضانات في باكستان.
وحذرت هيئات إغاثية الأربعاء من ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في باكستان اذا لم تتم زيادة المساعدات الدولية بصورة كبيرة وسريعة.
وذكرت
هيئات إغاثية أن مياه الفيضانات تتجه بشكل متواصل باتجاه الجنوب مؤدية إلى
إغراق مناطق جديدة والتسبب في دمار هائل لتلك المناطق.
ويقول
مراسل بي بي سي في إسلام آباد إنه رأى قرويين يفرون من منازلهم حاملين
متعلقاتهم الشخصية، كما شاهد آخرين محتجزين على أسطح المنازل.